بعد انخفاض أسعار النفط.. أرامكو تغير خططها بذكاء

بعد انخفاض أسعار النفط.. أرامكو تغير خططها بذكاء

ذكرت مصادر غير رسمية ان شركة "أرامكو السعودية" تتمهل في تنفيذ ثلاثة مشاريع توسعة بقطاع الكيماويات محلياً، وسط ضغوط على الإنفاق بسبب تراجع أسعار النفط، في وقت تُعطي الأولوية للاستثمارات الدولية، في خطوة وصفت بالذكية حسب المصدر.

حيث ذكرت المصادر ان الشركة تتريث في بدء الأعمال الهندسية والتصميمية الرئيسية في هذه المنشآت. وذكر المصادر أن هذه التأجيلات تهدف إلى توزيع الإنفاق، في ظل وجود متطلبات استثمارية أكثر إلحاحاً.

وتشكل هذه التأجيلات أحدث مثال على تريث السعودية في الإنفاق على المشاريع طويلة الأجل، في ظل الخطط الاستثمارية الضخمة الرامية لتنويع الاقتصاد، وسط انخفاض أسعار النفط. وهو ما دفع الحكومة و"أرامكو" إلى زيادة الاقتراض، إذ سجلت الشركة صافي مديونية العام الماضي.

تندرج المشاريع المؤجلة ضمن مساعي "أرامكو" لتحويل النفط الخام مباشرة إلى منتجات كيميائية. وتتمهل الشركة حالياً حيال مشروعين مشتركين في ينبع على الساحل الغربي للمملكة على البحر الأحمر، إلى جانب منشأة أخرى في الجبيل على الساحل الشرقي المطل على الخليج. وكانت "أرامكو" قد جمّدت في وقت سابق مشروعاً مشتركاً مع شركة إنتاج الكيماويات "سابك" لبناء مشروع جديد لتحويل النفط الخام في رأس الخير على الخليج العربي.

تُعطي "أرامكو" الأولوية للاستثمار في منشآت التكرير والكيماويات الدولية، لأنها أكثر تقدماً، وأيضاً لأنها تقع بالقرب من مراكز الطلب الكبرى في الصين وكوريا الجنوبية. ويُتوقّع أن يستمر الطلب على الكيماويات المستخدمة في صناعة المنتجات البلاستيكية في التوسع لعقود، حتى مع توقع أن تُبطئ التحوّلات في قطاع الطاقة نموّ الطلب على وقود النقل مثل البنزين.

وتُساهم الخطط الخارجية في إحراز "أرامكو" تقدماً نحو هدفها المتمثل في تحويل 4 ملايين برميل يومياً من النفط الخام إلى بتروكيماويات في نهاية المطاف. وقال أشخاص مطلعون على الخطة إن تأجيل مشاريع توسعة محلية سيساعد في توزيع الإنفاق، وقد تقرر "أرامكو" في نهاية المطاف المضي بهذه المشاريع في وقت لاحق.

الجدير بالذكر ان أسعار النفط تراجعت في لندن بنحو 12% العام الجاري إلى متوسط 66 دولاراً للبرميل، أي أقل بكثير من 94 دولاراً التي تُقدّر "بلومبرغ إيكونوميكس" أن المملكة تحتاجها لموازنة ميزانيتها. وانعكس هذا التراجع أيضاً على "أرامكو"، التي سجّلت عشرة فصول متتالية من انخفاض الأرباح.

مؤشرات