مفاوضات حساسة.. دول عربية تُحول القدرة الطاقية إلى ورقة سياسية

مفاوضات حساسة.. دول عربية تُحول القدرة الطاقية إلى ورقة سياسية

أعادت قضايا الطاقة الإقليمية في شرق المتوسط تشكيل خرائط التحالفات، لكن الخليج لم يكن مجرد متفرّج؛ فقد شهدت الساحة نوعاً من «دبلوماسية الغاز» حيث تُستخدم قدرات النقل والتخزين والتمويل لمعالجة اختلالات العرض والطلب.

حيث دخلت دول خليجية متعددة في مفاوضات لوجستية وتجارية مع دول شرق المتوسط، مساهمةً في استقرار أسواق الغاز الإقليمية وتأمين مسارات تجارية بديلة للأسواق الأوروبية والشرق أوسطية.

هذا التوازن بين العرض والطلب لم يكن بريئاً؛ فالقدرة على توفير شحنات طاقة أو استيعاب فائض مؤقت تمنح الدول المانحة هامشًا سياسيًا في التفاوض الدبلوماسي من تبادل معلومات لوجستية إلى كسب تأييد سياسي في ملفات إقليمية أخرى.

تقارير عن تفاوض مصر لزيادة قدرات استقبال الغاز المسال تُعد مثالاً على ذلك، إذ أن بناء مرافق استقبال واسترجاع الفائض يعني قدرات تأثير سياسي متنامية للجهات الممولة والمشغلة.

لكن هناك خطر معاكس: تحويل القدرة الطاقية إلى ورقة سياسية قد يثير ردود فعل اقتصادية سريعة—مثل تقلبات الأسعار أو طلبات حماية من أسواق مسجلة بالاعتماد على إمدادات ثابتة. لذلك، فإن الدول الخليجية التي تلعب لعبة «الغاز والدبلوماسية» تحتاج إلى مزيج من أدوات الحوكمة الاقتصادية، الاتفاقات القانونية الملزمة، وتصميم آليات مشاركة المخاطر المالية، لتجنب أن تتحول الأداة السياسية إلى عبء اقتصادي.

المصادر: تحليلات Atlantic Council وReuters عن مفاوضات الغاز والتعاون الإقليمي 2025

مؤشرات