من البقالة الصغيرة إلى سلسلة متاجر خليجية.. قصة نجاح من إحدى القرى السعودية البسيطة
ولد راشد العتيبي في إحدى القرى السعودية البسيطة، بين بيوت طينية متواضعة وأسر
تعتمد على قوت يومها بعرق جبينها. لم يكن الحظ حليفًا لعائلته، فقد نشأ في فقر واضح
جعله يتخلى عن حلم الدراسة الجامعية، لكنه حمل بين جوانحه طموحًا أكبر من أن
تحبسه جدران الفقر. كان راشد يملك روحًا يقظة، عيناه تلتقطان التفاصيل الصغيرة،
وقلبه يتعلم من كل تجربة.
بدأت رحلته من محل بقالة صغير ورثه عن والده، حيث كان يجلس منذ الفجر وحتى
منتصف الليل، يبتسم لكل زبون ويعرف حاجاتهم بأسمائهم. ومع الوقت لاحظ أن سكان
قريته يقطعون عشرات الكيلومترات ليشتروا منتجات أجنبية لا تتوفر محليًا. هنا
انبثقت الفكرة: لماذا لا يكون متجره نافذة لهذه المنتجات؟
جمع مدخراته القليلة، واستدان من أقربائه وأصدقائه، وسافر إلى البحرين ليشتري أول
شحنة بضائع. كانت مخاطرة كبرى، لكنه عاد محملاً بالبضائع التي سرعان ما وجدت
إقبالًا شديدًا. تضاعف رأس ماله، وتحوّل المتجر الخشبي الصغير إلى نقطة بيع تجذب
الناس من القرى المجاورة. بعد سنوات من الكفاح، أسس سلسلة متاجر "العتيبي
ماركت"، التي انتشرت في مدن عدة وأصبحت علامة معروفة. واليوم، يحكي راشد قصته
ليقول: "الفقر ليس لعنة، بل هو الدافع الذي يوقظ فينا الشغف للبحث عن الحلول."
الاقتصاد العربي
التعليقات ()